فَيَا مَرْحَبَاً بِالأَحْزَانِ ...
قَـالَتْ الدُّنيَا ..
أيْنَ أنْتَ ؟ ..
وَ أجَاوبُ قَائلاً وَالهَمُّ يُثْقِلُ عَلَى كَاحِلِي ضَارِبَاً بِالهُمُومِ ..
وَهَل يُهِمُكِ أَيْنَ أَكُونْ ؟؟
أَنَا مَنْ كُنْتُ مَدْفُونَاً فِي مَقَابِر الآيْآم ِ ..
وَ المَهْلُولَ عَلَى رَمْسِ فرَحِي تُرآبَ الزَّمآنِ ..
وَالمَقْرُوءَ عَلَى رُوحِي تَرَآتِيلَ الأَليمِ وَ تَرَانِيمَ الأشْجْآنِ ~ ..
* * * *
قَالَتْ الدُّنْيَآ : ..
وَ لِمَاذَآ ؟؟
وَأَنْطُقُ وَ أَنَآ عَلَى ظَهْرِ البَلَايَا مُعَلِّلَاً : ..
لَأنّي وُلِدتُّ فِي ظُلُمَآتِ الأحْزَآنِ ..
فَسَارَعَتْنِي لِتُصَارِعَنِي بَآحْضَان عَذًبَآتِهآ ..
هَجَرْتٌهآ ... فَأقْبَلَتْنِي ..
تَقَهْقَرت عَنهَا مُبْعِداً .. فَهرْوَلَتْني بِآلَآمِهَا ..
وَأَنا عَلَى أَوْجآعِهآ ...
قُلُتُ لَهَا وَحَمِيمُ السُّؤَالِ يُزَمْجِرُنِي ..
لِمَ أَنَا يَا دُنْيَا ؟؟
فَأَجَابَتْ وَعَيْنُ المَكْرِ فِي مُحَيَّاهَا تَلْمَعُ ..
لِأَنُّكَ إِنْسَآنْ .. !!
* * * *
وَ أَرْدَفَتْنِي بَقَوْلِهَا : ..
إبْتَسِمْ يَا إِنْسَآنْ .. !!
فـَــ أَرْدُفْتُهَا وَأنَا فِي دَيَاجِيِها مُشْتَعِلَاً ..
أَنِّي كُلَمَا ابْتَسَمْتُ جَاءَنِي عَزَاءُ لَيَالِيِكِ ..
فَأسُوْحُ بِدُمُوعِي مِثْلَ الطِّفْلِ فِي مَهْدِي
كَأنَّهَا أَمْطَارُ الغَضَبِ فِي هَزِيِعِ مَرَارَاتُكِ ..
لَأَدْرِي لِأعْلَمَ كَيْفَ أَبْتَسِمُ فِيِكِ يَا دُنْيَا ..
وَلَا أَعْلَم أَيْنَ مُفْتَاحُ الإبْتِسَامَةِ لَأنْتَشِلَهُ مِنْ بَيْنِ سِلْسِلَةِ مَفَاتِيِحِكِ ..
وَلَا أَعْلَمُ شِيِفْرَةَ القَلْبِ السَّعِيِدِ ...
فَلَيْتَنِي كَالبُلْبُلِ فِي عُشِّ السَّمَاءِ ..
حُرْآ طَلِيِقَاً .. لَا عَبْدَاً رَهِيِنَاً فِي أَقْفَاصِكِ ..
لَيْتَنِي كَالبُلْبُلِ الشَّادِي ..
لِأَكُونُ بِالتَّغْرِيِدِ قَرِيِبَاً مِنْ بَوْابَةِ السَّمَاءِ ..
فَأنْطَلِقُ فِي رَوَابِي الأَفْرَآحِ بِمَدِّ الجَنَاحِ ..
وَأثْقُبُ بِتِلْكَ العَيْنَيْنِ رِدَاءَ الصَّبَاحِ ...
لَأَرَى كُلَّ قَشِيِبٍ مِنْ الجَمَالِ وَالأَلْوَانِ فِي الأَقْزَآحِ ..
* * * *
وَأَرْدَفَتْنِي بَعْدَ الرَّدْفِ الأَوَلِ بِقَوْلِهَا ..
آهَااا .. الأفْرَاحُ يَا إِنْسَانْ .. !!
أَمَا تَدْرِي بِأَنَّ مِيِزَانَ الشُّعُوُرِ ..
فِي مَحْكَمَتيَ ..
بِكَفَّيْهِ مُتَضَاهِيَتَيْنْ ..
فـَـ أَرْدَفْتُهَا بَعْدَ رَدْفَتِهَا الثَّانِيَةِ ..
قَائِلَاً :
آيَا دُنْيَا ..
يُصْعَبُ خُرُوجُ الأفْرَآحِ مِنْ قَبْضَةِ الفُؤَادِ ..
فِي زِمَنٍ قَيْدَنَا بِأَصْفَادِ الدُّمُوعِ ..
فِي غُرْبَةٍ أَحَاطَتْنَا حَوْلَ الأَعْنَاقِ بِأَطْوَاقِ الإِشْتِياقِ
وَأُنَادِي عَلَى الدُّنْيَا ..
وَاللَّوْعَةُ فِي شَرَايِيِنِي تُمَزِّقُهَا وَتُمَزَّقُنِي ..
بِأَنْ تَبْقَى الأَحْزَانُ أَطْلَالَاً لِوَجْهِي ..
وَلْتَقْبَى الدُّمُوعُ صُهَابَاً لِوَجَنَاتِي ..
وَلْتَبْقَى الغَيَاهِبُ هَوَاءً لِأَنْفَاسِي ..
فَيَا مَرْحَبَاً بِالأَحْزَانِ وَأَهْلِهَا ...
بِقَلَمِي
روح و ريحان

20 ديسمبر 2009 في 8:34 ص
رائعة والله!!
كما صاحبها,,
أعجبت بها بشدة .. كما أعجبت بما كان قبلها
لكنني أرى أن كل كتابة تولد كتابة جديدة أجمل منها
أتمنى لك مستقبلاً زاهراً
مليئاً "بالأدب"
تحياتي لكـ